نشرت في:الأربعاء، 10 يوليو 2013
نشرت بواسطة Unknown

فرحة البكالوريا…شهادة بداية المعاناة

فرحة البكالوريا...شهادة بداية المعاناةf 


إذا ما استقصينا آراء أغلب الناس حول شهادة الباكالوريا بالمغرب سيتبين لنا أنها لا تزال تحضى بقيمة معنوية كبيرة عند الآباء والتلاميذ وعامة المواطنين. فغالبا ما تعلو زغاريد الفرحة هنا وهناك بعد كل إعلان عن النتائج. ومن الناجحين من يحول باب المؤسسسة إلى حانة ليلية تحت إيقاعات موسيقى ماجنة من داخل سيارات فارهة أو مهترئة تنفث الدخان والأتربة في وجه العامة دون مراعاة مشاعر هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ . وللتذكير فغالبية هؤلاء الذين يفرحون كثيرا بالنجاح هم من ذوي المستويات الضعيفة، حيث يعتقدون – في البداية- أنهم راسبون وحين يجدون أسماءهم صدفة ضمن لائحة الناجيين ينتابهم غرور آني وغبطة منقطعة النظير. أما المجتهد فهمه ليس النجاح بل المعدل الذي سيخول له الولوج لأفضل المعاهد و المدارس. ومن مواطنينا النجباء من يظن أن شهادة الباكالوريا هي أعلى شهادة تمنح في هذه الأرض السعيدة …والله المستعان!!!لكن ليس من حصل على الباكالوريا كمن لم يحصل عليها. فهي مفتاح متابعة الدراسة في المدارس العليا أو الجامعات وغيابها يعني الولوج إلى أحد مدارس التكوين المهني أو ” قضي بلي كاين”. لذا فالتقليل من قيمتها يدخل في معمعة الأفكار الإنهزامية. هي شهادة تمهد الطريق لإكمال مشوار دراسي حقيقي باعتبارها مرحلة انتقالية من التلمذة إلى الطلابية لذى وجب بذل مجهود أكثر لنيل شهادات عليا والدخول إلى سوق الشغل. وبالمناسبة نهنئ من تكبدوا الصعاب متى استعصت، وضحوا بما أوتوا من قوة لبلوغ هذه المرحلة. فلا تثبطوا عزيمة هذه الأجيال الشابة و المتحمسة لمستقبل أفضل، فلربما كان حظهم خيرا ممن سبقهم.

لكن لا يجب الايمان بأن الحصول على الباكالوريا في حد ذاته هو بلوغ الهدف، بقدر ما هو بداية مسار دراسي شاق لا يخلو من المتاعب وخاصة خلال الفترة الجامعية وما أدراك ما الجامعة حيث تجتمع وتلتقي كل الأصناف من البشر. فذاك أستاذ مجد وذاك محب للسهرات الحمراء مع الفتيات وذاك من أهل ” مكاينش فهاد العالم”. فالمرحلة الصعبة هي ما بعد الباكالوريا حين تأتي مرحلة اجتياز المباريات لولوج المدارس العليا سواء داخل المغرب أو خارجه ومرحلة فراق الوالدين والأهل والأصدقاء والبحث عن السكن وتدبير مصاريف الدراسة والمعيشة وصعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة. والحالة تزداد تعقيدا مع هؤلاء الذين ألفوا العيش بالقرب من آبائهم أما من غادروا منازلهم منذ الصغر فلا خوف عليهم.

أما أولئك الطلبة الذين يتخوفون من متابعة الدراسة في الجامعة بدعوى أنها لا تقدم شيء وما هي إلا فضاء لقضاء لحظات حميمية مع الفتيات. هم يختبئون وراء هذا العذر المزيف، لكن الحقيقة ليست كذلك. كل ما في الأمر هو أن الجامعة فضاء للجد والاجتهاد والمثابرة ليل نهار. وهم لا يستطيعون مسايرة هذا الإيقاع الصعب والسريع فيختارون الهروب واللجوء إلى أحد المعاهد الخاصة حيث يمنح الدبلوم وليس الشهادة لكل من هب ودب. الجامعة تخرج منها أناس من عائلات فقيرة و أصحبوا باحثين في الرياضيات و الفيزياء والهندسة ولسانيين في اللغات وآدابها…وفي ظروف قاسية كان لها دور إيجابي و ليس سلبي في تكوين شخصيتهم. لأن الرفاهية في بعض الأحيان تحول دون الدراسة.

في باب المؤسسات ترى حقيقة الفرحة عند المغاربة بحضور الآباء وهم ينتظرون نتائج أبنائهم، إلا أن الموضوعية تدعونا لنقول لهم مازال المشوار طويلا ومريرا. فمن نجح فعليه أن يقوي إرادته ويزيد من طموحه، أما الذين فشلوا أقول لهم الرجوع خطوة للتقدم خطوتين أحسن من الرجوع خطوة والبقاء في الخلف. مبروك النجاح للجميع، ومن حق الناجحين الفرحة بطريقتهم الخاصة مع مراعاة عواطف الآخرين.
خالد ملوك

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة Unknown على 11:44 ص. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

0 التعليقات for "فرحة البكالوريا…شهادة بداية المعاناة"

اترك الرد

الموسوعة الذهبية للطفل

موسوعة قصص نوادر جحا

موسوعة المكتبة الخضراء