نشرت في:الأربعاء، 3 يوليو 2013
نشرت بواسطة Unknown

لماذا ساءت العلاقة بين أطر المدرسة الواحدة؟

لماذا ساءت العلاقة بين أطر المدرسة الواحدة؟ 
 

تبوأ المدرسون على ممر العصور،مكانة اجتماعية كادت ترفعهم إلى مرتبة الرسل ،كما جاء على لسان الشاعر الكبير أحمد شوقي في قصيدته المشهورة ،والتي يمدح فيها المعلم.وهو مدح ،في اعتقادي له ما يبرره،بحكم أن رجال التعليم هم جزء من خاصة هذه الأمة،وكانوا إلى وقت قريب يشكلون رأس حربة الأمة فيما يخص،النصح والتوجيه،ومحاربة الجهل،وتنوير العقول بنور المعرفة. ولانعجب ونحن نشاهد الكثير من رجال التعليم،من حفظة كتاب الله تعالى، يعتلون منابر المساجد،يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،ويوجهون المجتمع نحو الفضيلة وحب مكارم الأخلاق.إلا أنه في الوقت الحاضر،أصبحنا نتابع بين الفينة والأخرى،أحداثا مؤسفة،ما كنا نتمنى أن نسمع عنها داخل مكونات الجسد التعليمي،من ذلك الخلافات بين أطر المدرسة الواحدة،حول قضايا أغلبها بعيد كل البعد عن القضايا الجوهرية للعملية التعليمية التعلمية ،فلو كان الخلاف حول قضية جوهرية من قضايا التربية والتعليم، يكون محورها عدم فهم منهج تدريسي، أو خلاف حول مبادئ ديداكتيكية، لحبذنا هذا الخلاف بالنظر لمنافعه الكثيرة على جودة التعليم، وانعكاس ذلك بالتالي على المردودية العامة للمتعلمين،أما وإن الخلاف بعيد عن تلك القضايا،ويذهب ضحيته التلميذ بالدرجة الأولى نتيجة تعصب لرأي أو استقواء بجهة معينة، فهذا ليس من شيم العقلاء،ذلك ان أعمال العقلاء منزهة عن العبث كما قالوا.

وبالرجوع إلى الأسباب التي أراها راكمت المشاكل،وساهمت في سوء العلاقة بين أطرالمدرسة الواحدة،أقتصر على ذكر مايلي:
1ــ عدم فهم حدود اختصاصات كل طرف من الأطراف المتدخلة في العملية التعليمية،وهذا ترتب عنه التطاول على اختصاصات الغير،بحيث أصبح الكل يفتي في العملية التعليمية،بينما العملية تحكمها قوانين،ومذكرات ومراسلات وزارية واضحة،ورحم الله من عرف قدره ووقف دونه.
2ــ الحلقة المفرغة التي أصبح يدور فيها المدرس والمدير نتيجة غياب برنامج تربوي سنوي يشتغل عليه الجميع،فأين نحن من تلك الأيام التي كانت تعج فيها المؤسسة بالحركة الثقافية طيلة السنة،من مسرح وشعر ومسابقات ثقافية،ورحلات،وعروض تربوية،وتوأمة بين المدارس….فلو سطر هذا البرنامج واشتغل عليه الجميع لما بقي وقت للصراعات الجانبية.


3ــ الخلط بين العلاقات الشخصية والعلاقة التربوية، واستغلال العلاقات الشخصية قصد التأثير على العلاقة التربوية،حتى أصبح المسؤول الإداري لا يجرؤ على اتخاذ أي قرار، لأنه مكبل بعلاقة شخصية،لاتسمح له باتخاذ أي إجراء.فقد يرى الإخلال بالسير العادي لمؤسسته،ولايحرك ساكنا،فيبدأ التسيب،وقد يصعب الرجوع إلى الوضع الطبيعي للمؤسسة التربوية.


4ــ غياب الحوار داخل المؤسسة أثناء بروز مشكل من المشاكل،بحيث تنقسم المؤسسة إلى مجموعات مجموعة تنأى بنفسها عن الصراعات الداخلية بحكم أنها غير معنية،ومجموعة المستقوين بجهاز من الأجهزة،والتي تنتظر التعليمات وتعوزها المبادرة لحل مشاكلها داخل المؤسسة،ومجموعة المنتفعين بالعلاقات الشخصية.

لذلك على كل الأطراف أن تراجع نفسها،وتستحضر الأمانة الملقاة على عاتقها.

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة Unknown على 4:11 ص. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

0 التعليقات for "لماذا ساءت العلاقة بين أطر المدرسة الواحدة؟"

اترك الرد

الموسوعة الذهبية للطفل

موسوعة قصص نوادر جحا

موسوعة المكتبة الخضراء