ثلاثة أطفال "زوهريّين" يحكون قصة نجاتهم من عصابات مستخرجي الكنوز (فيديو)
أدلى ثلاثة أطفال من مدينة إمنتانوت بشهادتهم حول تجاربهم المريرة مع قناصة من عصابات الكنوز بالمدينة، حيث اعتادت المنطقة خلال هذ الوقت من كل سنة ارتياد مجموعات على متن سيارات فارهة، قصد البحث عن أطفال و فتيات ممن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة لاستخدامهم في أنشطة استخراج الكنوز.
تحدث الطفل (العربي) أول الثلاثة عن محاولة من مجموعة مكونة من ثلاثة أفراد كانوا على متن سيارة بيضاء لخطفه. عندما كان متوجها إلى الدكان، تقدم إليه أحدهم آمرا إياه بمد كفه لاستقراءها، قبل أن يمده ببضع مسكَّرات، طالبا منه مرافقته إلى السيارة. إلا أن يقظة العربي الذي يبدو من خلال شريط الفيديو دون 11 من عمره، حالت دون إتمام عملية الخطف التي عرفت المنطقة أمثلة سابقة لها. ما دفع المختطفين إلى جره بالقوة نحو السيارة، قبل أن يتدخل عمُّ الطفل بعد أن سمع صرخة استغاثة. لتبدأ عملية مطاردة الثلاثة دون التمكن من القبض عليهم.
تعرض طفل ثان لنفس الأسلوب من عصابة أخرى من ثلاثة أشخاص حاولوا إسقاطه أرضا، إلا أن شدة صراخه و استغاثته عجلت بهروب الجناة. بينما فتاة أخرى من نفس المستوى العمري لسابقيها، تقدم إليها بائع حلويات طالبا منها تمكينه من راحة كفها، ليأمرها بمرافقته إلى وجهته بعد رفضها الانصياع لأوامره.
اتفقت شهادات الأطفال الثلاثة على إثبات أمر شائع لدى هذه العصابات، و هو مطالعة شكل رحى اليد، التي تُعتبر الفيْصل في تحديد الطفل "الزوهري" من غيره، من خلال الخطوط الثلاثة التي تتوسطها، حيث يتم استخدام هؤلاء الأطفال في عمليات دموية لاستخراج كنوز بعد تحديد مواقعها، سواء من خلال مطالبة الطفل "الزوهري" بحمل الفأس و الحفر، أو بتقطير بضع قطرات من دم يده على مدفن الكنز، أو حتى بذبحه كالشاة على المحل الذي يُعتقد أنه يحتوي كنزا ذا قيمة مادية كبيرة.
رغم الإجراءات و المتابعات التي تقوم بها بعض السلطات في نقاط سوداء تعرف رواجا كبيرا لهذا النشاط، إلا أن الصحافة الوطنية لازالت تسجل حالات كثيرة جدا كل عام، تطرح أكثر من سؤال حول مدى قدرة الدولة في وضع حد لخطف ثم قتل الطفولة البريئة التي تتحول أجسادها إلى قرابين تروي عطش ما يعتقد أنه جن قابع على "الدفينة"، و لا يمكن رفعه إلا بتلبية شرط الجني.
